تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ۱۲۸   

وطاقة وشمس وثمار.. وحین یقول سبحانه وتعالى: ﴿یَا أَیُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّکُمُ﴾ أی أطیعوه، فهو الّذی رزقکم، والرّزق هو کلّ ما ینتفع منه الإنسان، فالعلم رزق ینتفع به، وکذلک الصّحّة والمال.. ﴿فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾، وهذا الکلام یُخاطب العقل، والإسلام دین العقل ولیس دین الإرهاب والقتل والإکراه والجهل والتّخلّف. وقد سلکت آیات القرآن طریقاً واحداً لمخاطبة الإنسان وهو العلم، فقال سبحانه وتعالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّکَ الَّذِی خَلَقَ﴾ ]العلق[، وقال جلّ وعلا: ﴿ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا یَسْطُرُونَ﴾ [القلم]، فالعلم فریضة على کلّ مسلم ومسلمة کما قال النّبیّ صلَّى الله علیه وسلَّم «طلبُ العِلم فریضةٌ على کلّ مسلم..»([1])، وقد جاءت الآیات تُخاطب العقل، والله سبحانه وتعالى لم یُجبر النّاس على الإیمان، ولو أراد لفعل.. لکنّه خاطبهم بالعقل والإقناع وتعداد نعمه وآیاته.. وکلّ المخلوقات طائعة بالقهر إلّا الإنسان الّذی کرّمه الله سبحانه وتعالى بالعقل، ووهبه القدرة على التّفکیر. وهو عقل التّفکیر لا التّکفیر، وهو مطالب بالتّفکّر، وبطاعة الله سبحانه وتعالى مختاراً بإرادته، فأمّا الجمادات فقد جعلها الله سبحانه وتعالى مقهورة لمشیئته، فقال سبحانه وتعالى: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِیَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأرْضِ اِئْتِیَا طَوْعًا أَوْ کَرْهًا قَالَتَا أَتَیْنَا طَائِعِینَ﴾ [فصّلت]، وأمّا الإنسان فقد طلب منه الإیمان، وأثبت له طریق الإیمان عن طریق العلم والحواسّ.


([1]) سنن ابن ماجه: افتتاح الکتاب فی الإیمان وفضائل الصّحابة والعلم، باب فضل العلماء والحثّ على طلب العلم، الحدیث رقم (224).


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست