|
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱
المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید
الجزء: ۱
الصفحة: ۱۲۹
﴿فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾: النّدّ: هو النّظیر والشّبیه. أی: لا تعبدوا البشر ولا الحجر ولا الشّمس أو القمر أو الشّیطان أو الشّهوات…
﴿وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾: أی: أنّ طریق العلم سیؤدّی بکم إلى الإیمان بالله.
الآیة رقم (23) - وَإِن کُنتُمْ فِی رَیْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءکُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ کُنْتُمْ صَادِقِینَ
الرّیب: هو الشّکّ، وهذا تحدٍّ إلهیّ حیث یقول للبشر: ﴿وَإِن کُنتُمْ فِی رَیْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ﴾، وقد نزل القرآن الکریم من اللّوح المحفوظ إلى بیت العزّة فی السّماء الدّنیا جملةً واحدةً فی لیلة القدر من شهر رمضان، فقال سبحانه وتعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِی أُنزِلَ فِیهِ الْقُرْآنُ﴾ [البقرة: من الآیة 185]، وقال: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ﴾ [القدر]، وقوله سبحانه وتعالى: ﴿عَلَى عَبْدِنَا﴾یقصد رسول الله صلَّى الله علیه وسلَّم وهذا تکریم له. وقد کانت أعظم معجزة لرسول الله صلَّى الله علیه وسلَّم هی القرآن الکریم، وکانت له معجزات مشاهدة مثل الإسراء والمعراج وانشقاق القمر وتکثیر الطّعام القلیل بین یدیه ونبع الماء من بین أصابعه وحنین الجذع إلیه وتسلیم الحجر علیه صلَّى الله علیه وسلَّم قال سبحانه وتعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِی أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَیْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى﴾ [الإسراء: من الآیة 1]، وهنا فی سورة (البقرة) یقول سبحانه وتعالى: ﴿مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا﴾.. والعبودیّة لله عزَّوجل عِزٌّ ولیست ذلّاً، قال أحد الشّعراء:
حسب نفسی عزّاً بأنّی عبدُ . یحتفی بی بلا مواعید ربُّ
وأیّ عزٍّ أن یدخل إنسان على مالک الملک، على من بیده مقالید
| 
تحمیل PDF