تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ۱٤۲   

فحین سألوا رسول الله صلَّى الله علیه وسلَّم عن الأهلّة؛ لکی یحرجوه لعدم معرفته بها، إذ لم یکن صلَّى الله علیه وسلَّم عالِـم فیزیاء ولا عالِـم فضاء، فکانت إجابة القرآن الکریم: ﴿قُلْ هِیَ مَوَاقِیت لِلنَّاسِ وَالْحَجّ﴾ [البقرة: من الآیة 189]، فهذا ما یفیدهم منها.

الآیة رقم (26) - إِنَّ اللَّهَ لاَ یَسْتَحْیِی أَن یَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِینَ آمَنُواْ فَیَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِینَ کَفَرُواْ فَیَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَـذَا مَثَلاً یُضِلُّ بِهِ کَثِیراً وَیَهْدِی بِهِ کَثِیراً وَمَا یُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِینَ


لماذا ضرب الله سبحانه وتعالى مثل البعوضة، ولـم یذکر الفیل وهو أکبر الحیوانات وأعظمها؟! وهم استصغروا البعوضة؛ لأنّ عقلهم البشریّ فی ذلک الوقت لم یدرک أهمیّة ضرب المثل بها، أمّا الصّحابة فقد کانوا یتلقّون القرآن کما یتلوه علیهم رسول الله صلَّى الله علیه وسلَّم ویؤمنون به؛ لأنّه من عند الله عزَّ وجل أمّا أهل الکفر فقد کانوا یجادلون ویتساءلون عن غیر فهم.
وکلّما تقدّم العلم صغرت الأشیاء ودقّت المخترعات أکثر، فعندما اختُرعت السّاعة على سبیل المثال کانت ضخمة، وحین تطوّر العلم صغرت وصغرت؛ لأنّهم استطاعوا أن یضعوا أعقد الأجهزة فی مساحة صغیرة.
والبعوضة فیها من الأجهزة الدّقیقة ما یعجز عنه أهل الأرض جمیعاً من حیث الدّورة الدّمویّة، والإبرة الّتی تحقن وتجعل الدّم ینزف ثم تقوم بتحلیل الدّم، وکیفیّة الجهاز التّناسلیّ عندها، وکذلک الجهاز الهضمیّ، فهی من أدقّ المخلوقات، ولذلک ضُرب المثل بها.



«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست