تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ۱٤٣   

وإلى الآن یکتشف العلم اکتشافات هامّة تتعلّق بالبعوضة فقال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ یَسْتَحْیِی أَن یَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا﴾ أی ما هو أقلّ وأدقّ منها، ولیس أعلى منها.
﴿فَأَمَّا الَّذِینَ آمَنُواْ فَیَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ﴾؛ لأنّ المؤمن یعرف أنّ الله سبحانه وتعالى له حکمة فی کلّ شیء.
﴿وَأَمَّا الَّذِینَ کَفَرُواْ فَیَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً یُضِلُّ بِهِ کَثِیرًا وَیَهْدِی بِهِ کَثِیرًا وَمَا یُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِینَ﴾ والفاسق هو الّذی ینفصل عن منهج الله ویترکه، نقول: فسقت الرّطبة، أی الثّمرة حین تنفصل عن قشرتها بسهولة، وکذلک الّذی یترک منهج الله هو فاسق.

الآیة رقم (27) - الَّذِینَ یَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِیثَاقِهِ وَیَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن یُوصَلَ وَیُفْسِدُونَ فِی الأَرْضِ أُولَـئِکَ هُمُ الْخَاسِرُونَ


من صفات الفاسق: أنّه ینقض عهد الله من بعد میثاقه، ومن ینقض عهد الله ینقض عهود البشر ولا یُبالی.
وعهد الله: هو فطرة الإیمان والالتزام بالإسلام، وفطرة الإیمان موجودة فی الإنسان منذ العهد الأوّل فی عالم الذّرّ، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّکَ مِن بَنِی آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّیَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّکُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا﴾ [الأعراف: من الآیة 172]، وهذا العهد أَخْذٌ بالفطرة، وفطرة الإنسان إیمانیّة، ﴿فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِی فَطَرَ النَّاسَ عَلَیْهَا لَا تَبْدِیلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِکَ الدِّینُ الْقَیِّمُ وَلَکِنَّ أَکْثَرَ النَّاسِ لَا یَعْلَمُونَ﴾ [الرّوم: من الآیة 30]، والفاسق ینقض هذا العهد، ویقطع ما أمر



«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست