تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ۱۵٦   

لا یکون إلّا لله سبحانه وتعالى؟ نقول: مَن الآمر بهذا؟ فالسّجود لأمرٍ هو سجود للآمر، والسّجود هنا هو سجود تحیّة وتعظیم، وقد لا یکون بالشّکل الّذی نعرفه نحن عن السّجود.
قال: ﴿فَسَجَدُوا﴾ ، ولم یقل: (سجدوا له)، فهم سجدوا لأمر الآمر وهو الله سبحانه وتعالى، ولم یسجدوا لآدم. وهذا مثل أمر الله سبحانه وتعالى لنا بالصّلاة تجاه الکعبة، فنحن لا نصلّی للکعبة ولا نسجد ولا نرکع لها، وإنّما نسجد لله تعالى، وما قیمة الکعبة لولا أنّ الله سبحانه وتعالى هو الّذی أمرنا بأن نولّی وجوهنا شطرها حین نصلّی؟ والسّجود معناه الخضوع لأمر الآمر، والله عزَّوجل یقول: ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِکَةِ اسْجُدُوا﴾، فهل عُمّم الأمر الإلهیّ على الملائکة جمیعاً بالسّجود لآدم، أم هی مجموعة من الملائکة؟ الأمر کان لمجموعة من الملائکة، وهذه الملائکة لها علاقة بالعمل مع آدم علیه السَّلام ونستنتج ذلک من خلال آیات أخرى، مثل قوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَإِنَّ عَلَیْکُمْ لَحَافِظِینَ (10) کِرَامًا کَاتِبِینَ (11) یَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [الانفطار[، وقوله جلّ وعلا: ﴿فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا﴾] النّازعات[، فهناک ملائکة لها مهمّات مع بنی آدم على الأرض.
وهنا فی هذه الآیة جمع من الملائکة من له صلة بابن آدم وذریّته فیما بعد فی ساحة الملأ الأعلى. وهناک ملائکة تختلف مهمّاتهم، مثل: حملة العرش، فلا علاقة لهم بهذا الأمر، وهم (العالون)، والله سبحانه وتعالى یقول: ﴿قَالَ یَا إِبْلِیسُ مَا مَنَعَکَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِیَدَیَّ ۖ أَسْتَکْبَرْتَ أَمْ کُنتَ مِنَ الْعَالِینَ﴾] ص[. وقد سجد الملائکة الّذین أمروا بالسّجود طاعةً لله سبحانه وتعالى،



«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست