تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ۱٦٦   

الآیة رقم (37) - فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ کَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَیْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِیمُ


فتح الله سبحانه وتعالى لآدم أبواب التّوبة، وشرع له ولبنیه فی المنهج التّوبة بعد الذّنب، وهو تشریع إصلاح. فما دام الإنسان مختاراً ولدیه شهوات، فسیخطئ ویتّبع شهواته، سیکذب أو یغتاب أو یسرق أو یأخذ الرّشوة أو یأکل المیراث أو ربّما یقتل، وما لم یفتح الله تعالى لعباده باب التّوبة، فإنّهم سیشقون ویشقى المجتمع، ویشقى المؤمن بمعصیة الکافر والفاسق، وبمعصیة من خرج عن المنهج.
والمطلوب من المؤمن أن یعیش فی بحبوحة الحلال، وأن تکون فیه نفحة من جمال وإشراق روح تشعّ فی الکون؛ لأنّه صدق وإیمان وأخلاق، فلا یغتاب، ولا یسرق… وهذا هو المؤمن الحقیقیّ والمسلم الحقیقیّ، قال رسول الله صلَّى الله علیه وسلَّم: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ویده، والمُهاجر من هجر ما نهى الله عنه»([1])، وفی روایة: «المسلم من سلم النّاس من لسانه ویده، والمؤمن من أمِنه النّاس على دمائهم وأموالهم»([2]).
فالمؤمن یجب أن یکون نفحة جمال تشعّ فی الکون، مُنشرح الصّدر، مطمئن القلب، یرضى بقضاء الله، وینسجم مع الکون بالتّسبیح، ومع نفسه


(([1] صحیح البخاریّ: کتاب الإیمان، باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ویده، الحدیث رقم (10).
(([2] سنن النّسائیّ الصّغرى: کتاب الإیمان وشرائعه، صفة المؤمن، الحدیث رقم (4995).



«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست