تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ۱٦۸   

قاضیاً على النّاس ویکفّرهم، فرحمة الله سبحانه وتعالى وسعت کلّ شیء، روى عبد الله بن عبّاس رضی الله عنه قال: بعث رسول الله صلَّى الله علیه وسلَّم إلى وحشیّ قاتل حمزة (عمّ النّبیّ) یدعوه إلى الإسلام، فأرسل إلیه: یا محمّد، کیف تدعونی إلى دینک، وأنت تزعم أنّ من قتل أو أشرک أو زنى یلقى أثاماً، یُضاعف له العذاب یوم القیامة ویخلد فیه مهاناً، وأنا قد صنعت ذلک، فهل تجد لی من رخصة؟ فأنزل الله عزَّوجل: ﴿إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِکَ یُبَدِّلُ اللَّهُ سَیِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَکَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِیمًا﴾ ]الفرقان[، فقال وحشیّ: یا محمّد، هذا شرط شدید: إلّا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً، فلعلّی لا أقدر على هذا، فأنزل الله عزَّوجل: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا یَغْفِرُ أَن یُشْرَکَ بِهِ وَیَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِکَ لِمَن یَشَاءُ﴾ ]النّساء: من الآیة 48[، فقال وحشیّ: یا محمّد، أرى بعد مشیئةٍ، فلا أدری یُغفر لی أم لا، فهل غیر هذا؟ فأنزل الله عزَّوجل: ﴿قُلْ یَا عِبَادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ﴾، قال وحشیّ: هذا، فجاء فأسلم، فقال النّاس: یا رسول الله، إذا أصبنا ما أصاب وحشیّ؟ قال: «هی للمسلمین عامّة»([1]). فالإسلام دین التّوبة، دین الرّحمة والمغفرة. وقد علّم الله آدم علیه السَّلام تشریع التّوبة حتّى یکفّ الإنسان عن تکرار الخطأ. وعلى المرء العاقل أن ینتبه لموضوع التّوبة، فعلیه أن یعقد العزم على أن لا یعود إلى مقارفة الإثم، وإذا کان الذّنب الّذی أذنبه یتعلّق بحقوق النّاس فلا بدّ من


(([1] المعجم الکبیر للطّبرانیّ: باب العین، أحادیث عبد الله بن العبّاس، الحدیث رقم (11480).



«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست