تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ٤٠   

إعجاز واضح، وقد تحقّق ما أخبر به صلَّى الله علیه وسلَّم
ومن الآیات الّتی نجد فیها الإعجاز العلمیّ قوله سبحانه وتعالى: ﴿کُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَیْرَهَا لِیَذُوقُوا الْعَذَابَ﴾ ]النّساء: من الآیة 56[
لماذا خصّ الجلود؟ لأنّ الأعصاب تحت الجلد، والإحساس فیها.
ومن هذه الآیات نستنتج أنّ المعرفة العلمیّة شرط أیضاً لمن أراد أن یتصدّى لتفسیر القرآن الکریم، وعلیه أن یکون عالماً بعلوم العصر،
ولا یجوز للمفسّر المعاصر أن یکون جاهلاً، لا یعرف علوم الفضاء، ولا یعرف تقنیّات العلم الحدیث.
نعم لا یُطلب من المفسّر أن یکون عالم فضاء مثلاً، ولکن على الأقلّ أن یکون مثقّفاً ویعرف ما یجری على الأرض، لا أن یخرج على الشّاشات الفضائیّة کما یفعل بعض الوهّابیّین فیصرّح بأنّ الأرض لیست کرویّة، ویستدلّ بالآیة الّتی تدلّ على کرویّة الأرض بأنّها لیست کرویّة!! وقد یؤلّف بعضهم الکتب فی ذلک، وما ذلک إلّا لأنّهم جاهلون بالعلوم.
فمن أراد أن یفسّر القرآن الکریم علیه أن یتحصّن بهذه العلوم، وأن تتوافر لدیه أسس التّفسیر وشروطه، وأن یکون عالماً باللّغة العربیّة، وبعلم النّاسخ والمنسوخ، وبأسباب النّزول، وأصول الفقه؛ لأنّ القرآن الکریم فیه کثیر من آیات الأحکام، ومن لا یعرف أصول الفقه لا یمکن أن یتصدّى للتّفسیر.


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست