تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ٤۱   

روی أنّ أبا حنیفة النّعمان عاد أبا یوسف فی مرضه، فلمّا خرج قال: (وهو یعرف من هو أبو یوسف): “إن یمت هذا الفتى، فهو أعلم مَن علیها، ولو أنّنا فقدنا أبا یوسف لخسر العلم خسارة کبیرة”، وکان أبو یوسف من أنبل تلامذة أبی حنیفة وأعلمهم، لزم أبا حنیفة وتفقّه منه، ورویَ عنه ثلثا مذهب أبی حنیفة.
و(المذاهب الفقهیّة): علوم استنباط لإنزال النصّ على واقعة معیّنة لاستخراج حکم الله سبحانه وتعالى، وعلینا ألَّا نجعل قدسیّة لفهم البشر، وإنّما القدسیّة لکلام ربّ البشر فقط، والمذاهب قضایا فکریّة ولیست أفکاراً طائفیّة.
وحین ألَـمّ أبو یوسف بفقه أبی حنیفة أراد أن یجعل لنفسه درساً مستقلّاً فی أحد مساجد بغداد، ولَمّا علم أبو حنیفة بذلک أراد أن یرسل له رسالة من باب اللّطف لا العنف؛ لأنّ دیننا دین اللّطف، ولیس دین العنف، فأرسل إلیه شخصاً یسأله: إذا أردت الدّخول إلى الصّلاة هل تدخل بفرضٍ أم بسنّة؟ وقال له: إن قال لک بفرض، قل له: أخطأت، وإن قال لک: بسنّة، قل له: أخطأت. فذهب ذلک الشّخص إلى أبی یوسف وسأله: إذا أردت الدّخول فی الصّلاة هل تدخل بفرض أم بسنّة؟ قال أبو یوسف: بفرض، فقال له الشّخص: أخطأت، قال أبو یوسف: بسنّة، قال له الشّخص: أخطأت. وأدرک أبو یوسف أنّ أبا حنیفة هو من أرسل له من یسأله هذا السّؤال، فذهب إلیه وقال له: علمت أنّ هذا السّؤال منک، ولیس من أحدٍ غیرک، فقال له أبو حنیفة: کیف تبدأ بالتّدریس قبل أن تتقن أصول الفقه؟ فمن یتصدّى للتّدریس والتّفسیر یجب أن یکون عالماً بأصول الفقه والقواعد الشّرعیّة.



«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست