تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ٤۲   

والجواب على سؤال أبی حنیفة النّعمان: أنّ المسلم یدخل الصّلاة بفرض وسنّة معاً، فالتّکبیر فرضٌ ورفع الیدین سنّةٌ، وأنت تدخل الصّلاة بالاثنین معاً. وهذه القصّة تعلّمنا أنّ على الإنسان أن یعرف قدر نفسه ومقدار معرفته، فمن أراد أن یتصدّى للتّفسیر علیه أن یراعی شروط التّفسیر.

کیفیّة التّفسیر وقواعده:


أوّلاً- تفسیر القرآن بالقرآن:
ولا نفسّره مثل الّذین یفسّرون آیات السّیف أو آیات القتال، ویَدّعون زوراً وبهتاناً أنّها تطلب من کلّ مسلم أن یقتل غیر المسلمین. حتّى الحدیث النّبویّ إذا أردنا أن نشرحه یجب أن نربطه بغیره من الأحادیث، فکیف بکتاب الله سبحانه وتعالى؟ فالقرآن الکریم یفسّر بالقرآن أوّلاً، فمثلاً حین یقول سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِکَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِیسَ أَبَىٰ وَاسْتَکْبَرَ وَکَانَ مِنَ الْکَافِرِینَ﴾ ]البقرة[ فکیف نفسّر هذه الآیة بأنّ إبلیس کان من الجنّ دون العودة إلى سورة (الکهف): ﴿فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِیسَ کَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ﴾[الکهف]
فلا بدّ للمفسّر من الإحاطة بالقرآن الکریم کاملاً فلا یمکن تفسیر سورة (الفاتحة) مثلاً مع الجهل بتفسیر غیرها من السّور؛ لأنّ هناک الکثیر من الآیات یفسّر بعضها بعضاً، فبعض الآیات تعطی المدلول للآیات الأخرى، ومثال ذلک: أنّنا لو أخذنا الآیة الّتی تقول: ﴿وَاقْتُلُوهُمْ حَیْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ﴾ [البقرة: من الآیة 191]
أو ﴿وَقَاتِلُوا الْمُشْرِکِینَ کَافَّةً کَمَا یُقَاتِلُونَکُمْ کَافَّةً﴾ [التّوبة: من الآیة 36] فلا



«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست