تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ٤٣   

یمکن أن نفصل هذه الآیات عن غیرها فی التّفسیر، ولا بدّ لمن استدلّ بها على معنى مقصود أن یکون ملمّاً بالظّرف الّذی نزلت فیه، والسّیاق الّذی جاءت فیه، والمکان والزّمان اللّذین نزلت فیهما. وفی آیات أخرى یقول القرآن الکریم:
﴿مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَیْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِی الْأَرْضِ فَکَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِیعًا وَمَنْ أَحْیَاهَا فَکَأَنَّمَا أَحْیَا النَّاسَ جَمِیعًا﴾ [المائدة: من الآیة 32] ویقول سبحانه وتعالى: ﴿لَا إِکْرَاهَ فِی الدِّینِ﴾ [البقرة: من الآیة 256] ویقول جلّ وعلا: ﴿فَمَنْ شَاءَ فَلْیُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْیَکْفُرْ﴾ [الکهف: من الآیة 29] فلا یمکن أن أقتطع الآیة القائلة: ﴿وَقَاتِلُوا الْمُشْرِکِینَ کَافَّةً ..﴾ [التّوبة: من الآیة 36 [وأقول: إنّنی أُمِرتُ بقتال المشرکین جمیعاً، فهذا تحریف للتّفسیر عن المنحى الحقیقیّ وعن مقاصد الشّریعة وحقیقة التّشریع الإسلامیّ عندما لا أفسّر القرآن بالقرآن. ویقول رسول الله صلَّى الله علیه وسلَّم «أمرتُ أن أقاتل النّاس حتّى یشهدوا أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّداً رسول الله، ویُقیموا الصّلاة، ویؤتوا الزّکاة، فإذا فعلوا ذلک عصموا منّی دماءهم وأموالهم إلّا بحقّ الإسلام، وحسابهم على الله»([1])، فهل معنى هذا بأنّ النّبیّ : أمر بأن یقاتل النّاس؟ وأنّ علینا أن نقتل کلّ من نقابله من غیر المسلمین، وأن نرفع السّیف فی وجهه حتّى یقول: (لا إله إلّا الله)؟! کیف یکون ذلک ونحن نقول: إنّ الإسلام لا یجبر النّاس على الإیمان؟ لأنّ الإیمان محلّه القلب فهو: «ما وقر فی القلب


([1]) صحیح البخاریّ: کتاب الإیمان، باب ﴿فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّکَاةَ فَخَلُّوا سَبِیلَهُمْ﴾الحدیث رقم (25).


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست