تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ٤٤   

وصدّقه العمل»([1]) کما قال رسول الله صلَّى الله علیه وسلَّم فهو عقیدة؛ والعقیدة تنعقد وتستقرّ فی القلب کالعقدة المربوطة، ولا یمکن للإیمان أن ینعقد فی القلب إلّا إذا اقتنع به العقل، وقد جعل الله لنا السّمع والأبصار والأفئدة من أجل أن نعقل ثمّ نؤمن نتیجة العلم الیقینیّ الّذی توصلنا إلیه. والقرآن الکریم یقول: ﴿إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِیتَاءِ ذِی الْقُرْبَىٰ وَیَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنکَرِ وَالْبَغْیِ ۚ یَعِظُکُمْ لَعَلَّکُمْ تَذَکَّرُون﴾ [النّحل]، ویقول تبارک وتعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاکَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِینَ﴾ [الأنبیاء]، ویقول سبحانه وتعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍۢ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ کُنتَ فَظًّا غَلِیظَ ٱلْقَلْبِ لَٱنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِکَ ۖ فَٱعْفُ عَنْهُمْ وَٱسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى ٱلْأَمْرِ….﴾ [آل عمران: من الآیة 159]، ولم یقل: (اقتلهم).
ولو فهمنا أنّ القرآن لا یفسّر إلّا بالقرآن أوّلاً لما استطاع هؤلاء الّذین أرادوا أن یستغلّوا الدّین لمصالح سیاسیّة أن یقنعوا أحداً بمآربهم. ونبیّنا صلَّى الله علیه وسلَّم یقول: «ما آمن بی من بات شبعانَ وجاره جائع إلى جنبه وهو یعلم به»([2])، ویقول صلَّى الله علیه وسلَّم «دخلت امرأة النّار فی هرّة ربطتها، فلم تطعمها، ولم تدعها تأکل من خشاش الأرض»([3]) ولا یمکن لهذا الدّین أن یقرّ بقتل نملة فکیف بقتل إنسانٍ؟!! وعلى أیّ شیء؟ على


([1]) مصنّف ابن أبی شیبة: کتاب الإیمان والرّؤیا، الحدیث رقم (30351).
([2]) المعجم الکبیر للطّبرانیّ: باب الألف، أنس بن مالک الأنصاریّ، الحدیث رقم (751).
([3]) صحیح البخاریّ: کتاب بدء الخلق، باب خمسٌ من الدّوابّ فواسق یُقتلن فی الحرم، الحدیث رقم (3140).


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست