تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ۷٣   

نتفاوت فی شهاداتنا ودراستنا ومواهبنا وإمکاناتنا، فهذا عالِـم وذاک جاهل وهذا غنیّ وذاک فقیر. فإن دخلت على ذی سلطان، وقدّم لی خدمة فأردت أن أشکره فکیف أشکره؟ قد یقدّم الغنیّ مالاً والشّاعر قصیدة.. وهکذا یشکر کلّ إنسان صاحب الفضل علیه بحسب إمکاناته. أمّا الله عزَّوجل فقد وحّد لجمیع عباده طریقة شکر واحدة هی: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾، فقال العلماء: الحمد لله على الحمد لله، فقد علّمنا سبحانه وتعالى کیف نحمده، وساوى بیننا جمیعاً فی صیغة الحمد.
أمّا العالمین: فتعنی العوالم کلّها من إنس وجنّ وملائکة وطیر وحیوان ونبات.
وحین نبدأ بقولنا: ﴿بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِیمِ﴾ فإنّنا نرکن ونأوی إلى الله بصفتی الرّحمن الرّحیم؛ لأنّنا لا بدّ من أن نکون على بعض المعاصی المختلفة، فنطمئن إلى کون الله رحماناً رحیماً.
ومن رحمة الله سبحانه وتعالى بنا أن علّمنا صیغة الحمد: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾، وأوّل ما نحمد الله سبحانه وتعالى علیه هو الرّحمة؛ لأنّ الإنسان یعیش فی کنف رحمة الله سبحانه وتعالى حتّى من قبل أن یولد. فحین یکون جنیناً فی بطن أمّه، من کان یغذّیه ویطعمه ویحمیه؟ من کان یعطیه الحیاة وهو فی الرّحم؟ وعند ولادته من یرحمه ویلطف به؟ وحین یأتی إلى الدّنیا من الّذی رزقه طعامه من ثدی أمّه؟ من الّذی أعطاه الماء والهواء؟ فکلّ النّعم الّتی تحیط بالإنسان هی من عند الله سبحانه وتعالى برحمته قبل أن یکلّفه، وقبل أن یکون طائعاً



«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست