تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ۷٤   

أو عاصیاً، وهی نِعَم یُعطیها للمؤمن ولغیر المؤمن. فأوّل صفة نحمد الله علیها هی صفة الرّحمن فی الدّنیا والرّحیم فی الآخرة، وقد قال صلَّى الله علیه وسلَّم «ما منکم مِنْ أحدٍ یدخله عملُه الجنَّة»، فقال بعضهم: ولا أنت یا رسول الله؟ قال: «ولا أنا، إلّا أن یتغَمَّدنی الله برحمته»([1])، وتفسیر هذا الحدیث هو أنّ الله سبحانه وتعالى هو الّذی علّمنا أنّنا إذا عملنا هذا العمل ندخل الجنّة، وإذا لم نعمله ندخل النّار، وهو الّذی کتب أن یدخل المؤمن الجنّة وأن یدخل العاصی النّار، وهو الّذی أراد أن یدخلنا الجنّة بحسب أعمالنا، فرحمته هی الّتی تدخلنا الجنّة؛ لأنّه جعل الجنّة ثواباً للعمل.

الآیة رقم (4) - مَـالِکِ یَوْمِ الدِّینِ


والله سبحانه وتعالى مالک یوم الدّین، والإیمان بالآخرة من أحد الأسباب الهامّة جدّاً لتوازن الحیاة، وإلّا لعاشت البشریّة فی فوضى الغابات یأکل القویّ الضّعیف، وحتّى مع إیماننا بالآخرة نجد أحیاناً أنّ القویّ یسطو على الضّعیف، والغنیّ یأکل الفقیر، والمحتکر یستأثر بالخیر لنفسه، وهناک من یحرم الأنثى من المیراث… فلو لم یکن هناک یوم الدّین ومالک لیوم الدّین لحدثت الکوارث. فالحمد لله سبحانه وتعالى بأنّه مالک یوم الدّین، وبأنّه جعل یوم الحساب؛ لأنّ الحساب فی الدّنیا قد لا یکون کاملاً ویبقى فی الدّنیا ظلم وحرمان من الحقوق، وفی یقین المؤمن أنّ الله سبحانه وتعالى هو مالک یوم الدّین، وهو الرّحمن الرّحیم الّذی لا یظلم عنده أحد.


([1]) المعجم الأوسط للطّبرانیّ: باب المیم، الحدیث رقم (6727).


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست