تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ۷۵   

وهناک قراءات أخرى تقرأ: ﴿مَلِکِ یَوْمِ الدِّینِ﴾ -بدون ألف([1])– والمالک هو من یملک الشّیء، والملک هو الّذی یملک المالک وما یملک، فمثلاً أنا أملک وأنت تملک وعلى رأسنا کلّنا ملک. وبما أنّ القرآن الکریم من الله سبحانه وتعالى فمن الطّبیعیّ أن یکون الله سبحانه وتعالى هو المالک الوحید لیوم الحساب، وهو الّذی یحاسب، وهو الملک الّذی یملک کلّ موجود فی هذا الکون.. فالقراءتان صحیحتان متواترتان. وعندنا فی بلاد الشّام کانوا یقرؤون: (مَلِکِ یَومِ الدِّینِ)، ویروى أنّ عالماً من أهل الشّام کان یقرأ: (مَلِکِ یَومِ الدِّینِ) فرأى فی نومه رجلاً یقول له: لماذا تقرأ ملک یوم الدّین؟ ألم تعلم أنّ من قرأ حرفاً من کتاب الله کُتبت له عشر حسنات؟ وجاء فی الحدیث: «لا أقول ﴿الم﴾ حرفٌ، ولکن ألفٌ حرفٌ ولامٌ حرفٌ ومیمٌ حرفٌ»([2])، فإذا قلت: (مالک) کسبت عشر حسنات. فصار بعدها یقرأ: ﴿مَالِکِ یَوْمِ الدِّینِ﴾ بالألف.

الآیة رقم (5) - إِیَّاکَ نَعْبُدُ وإِیَّاکَ نَسْتَعِینُ


لو أنّ هذا القرآن کتب بید إنسان لقدّم الاستعانة على العبادة؛ لأنّ العبادة تحتاج إلى الاستعانة، لکنّ الله عزَّوجل یقدّم العبادة على الاستعانة کی


])1 ([هی قراءة نافع بن أبی نعیم وعبد الله بن کثیر وأبی عمرو البصریّ وعبد الله بن عامر الشّامیّ وحمزة بن حبیب وأبی جعفر.
وقرأ ﴿مالک یومِ الدِّین﴾بالألف عاصم بن أبی النّجود وعلیّ بن حمزة الکسائیّ ویعقوب الحضرمیّ وخلف بن هشام.
([2]) سنن التّرمذیّ: فضائل القرآن، باب ما جاء فیمن قرأ حرفاً من القرآن ما له من الأجر، (2910).


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست