تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ۷٦   

یعلّمنا أنّ العبد علیه أن یقدّم أوّلاً أسباب الاستعانة وهی العبودیّة لله سبحانه وتعالى، فینال المعونة منه. فمن الأدب أن نقدّم أسباب العبودیّة أوّلاً فیأتینا من الله العون، کما رأینا فی قصّة سیّدنا أیوب علیه السَّلام الّذی قال لربّه: ﴿أَنِّی مَسَّنِیَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ﴾ [الأنبیاء: من الآیة 83]، ولم یقل: اشفنی.. کذلک ذو النّون (سیّدنا یونس) علیه السَّلام حین کان فی بطن الحوت، فی ظلمات ثلاث، لم یقل: یا ربّ أخرجنی من بطن الحوت، بل قال علیه السَّلام: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَکَ إِنِّی کُنْتُ مِنَ الظَّالِمِینَ﴾ [الأنبیاء: من الآیة 87]، قدّم العبادة، فجاءته المعونة.
وفی قولنا: ﴿إِیَّاکَ نَعْبُدُ وَإِیَّاکَ نَسْتَعِینُ﴾، قدّم المفعول به على الفعل، وهذا یفید حصر العبادة لله وحده، وأنّ الاستعانة لا تکون إلّا به
وقد وُضِعت کتب فی شرح: ﴿إِیَّاکَ نَعْبُدُ وَإِیَّاکَ نَسْتَعِینُ﴾ مثل کتاب: (مدارج السّالکین) وغیرها، وقالوا: إنّها کلّ الدّین؛ لأنّ الدّین عبادة واستعانة، فلا یضرّ ولا ینفع إلّا الله سبحانه وتعالى، ولا یصل ولا یقطع، ولا یفرق ولا یجمع ولا یخفض ولا یرفع إلّا الله عزَّوجل والعبادة: هی عمل کلّ خیر، ومن هنا قالوا: إنّ هذه الآیة تشمل کلّ الدّین.

الآیة رقم (6) - اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِیمَ


والقرآن طریق الهدایة، وإذا طلبنا الهدایة طلبنا الطّریق المستقیم.
والمستقیم هو أقصر طریق موصل للغایة، وأقصر طریق لبلوغ الجنّة وسعادة الدّارین هو الصّراط المستقیم.



«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست