تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ۸۵   

إسرائیل أن یثبت لهم البعث والجزاء فی الیوم الآخر، وبأنّ هناک حساباً وعقاباً، وأنّ هناک جزاءً وإلّا کانت الحیاة غابة، ولا معنى للرّسالات السّماویّة کلّها إذا لم یکن هناک یوم آخر یحاسب فیه الإنسان.
وقد کانت البقرة لفتىً من بنی إسرائیل بأوصاف معیّنة، وحدث أن قُتل شخص ولم یُعرف قاتله، فأمرهم الله سبحانه وتعالى أن یذبحوا بقرة تطابقت أوصافها أخیراً مع أوصاف بقرة فتى بنی إسرائیل، وأن یضربوا القتیل ببعض البقرة أو بجزء منها، فأحیاه الله سبحانه وتعالى فقام وسمّى قاتله ثمّ عاد إلى الموت. وسترد معنا القصّة حین نصل إلى قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُکُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً﴾ ]البقرة: من الآیة 67[. ولم یکن البقر من الحیوانات المعروفة ضمن الأنعام فی الجزیرة العربیّة عند نزول السّورة، لکنّ التّسمیة خدمت قضیّة إیمانیّة کبرى هی قضیّة البعث.

الآیة رقم (1) - الم


تبدأ سورة (البقرة) بقوله سبحانه وتعالى: ﴿الم﴾، فما معنى هذه الحروف؟
ولیس هناک کتاب على وجه الأرض یبدأ بحروف کهذه.
هذه أحرف مبنى، ولیست أحرف معنى.. فحروف المعانی تُفید المعنى، مثل: فی: تُفید الظّرفیّة، وعلى: تُفید الاستعلاء، ومن: تُفید الابتداء، وإلى: تُفید الانتهاء، أمّا ﴿الم﴾ فهی حروف مبنى لا نُسأل عن معناها، ولیس هناک کتاب یبدأ بحروف لا معنى لها.
ولو أنّ القرآن من عند رسول الله صلَّى الله علیه وسلَّم أو اجتمعت الإنس والجنّ على



«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست