تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ۹۲   

وهی قوله تبارک وتعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِی أُنزِلَ فِیهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَیِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ﴾]البقرة: من الآیة 185[، وهذا یعنی أنّ القرآن الکریم هدى للنّاس جمیعاً، ولیس فقط للمتّقین، فلا یمکن بتر الآیات عن مواضعها.
وأولئک الّذین یحتجّون بکتاب الله ظلماً وزوراً وعدواناً لا یعرفون شیئاً من التّفسیر. فالقرآن الکریم هدى للنّاس جمیعاً وخصوصاً للمتّقین، ویجب فی البدایة أن نعرف ما هی الهدایة؟ ومن هم المتّقون؟
هناک هدایة دلالة وهدایة معونة.
أمّا هدایة الدّلالة: فهی دلالة النّاس على طریق الوصول، مثل الإشارات الّتی توضع على الطرق کی یهتدی بها المسافرون.
وهدایة الدّلالة تدلّ على الغایة، فإذا لم تکن هناک غایة فما معنى الهدایة أو الغایة؟ الغایة: هی الصّراط المستقیم الّذی یقود إلى سعادة الدّارین وإلى الجنّة، والّذی یحدّد الغایة مِن خَلْق الإنسان هو مَن خَلَق الإنسان.
أمّا هدایة المعونة: فهی العون على السّیر بعد اختیار الطّریق.
والقرآن الکریم فیه بیّنات للّذین اختاروا الطّریق واختاروا هدایة الدّلالة، فمن أخذ هدایة الدّلالة تأتیه هدایة المعونة.
وقد خاطب الله سبحانه وتعالى نبیّه علیه الصّلاة والسّلام قائلاً: ﴿إِنَّکَ لَا تَهْدِی مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰکِنَّ اللَّهَ یَهْدِی مَن یَشَاءُ﴾ [القصص: من الآیة 56]، وفی آیة أخرى یقول له: ﴿وَإِنَّکَ لَتَهْدِی إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِیمٍ﴾ [الشّورى: من الآیة 52]، أی



«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست