تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ۹٣   

إنّک یا محمّد تهدی إلى الصّراط المستقیم لکنّک لا تستطیع أن تُدخل الهدایة إلى القلوب، بل الله وحده من یستطیع ذلک، وهذه هدایة المعونة الّتی تأتی من الله سبحانه وتعالى، أمّا رسول الله صلَّى الله علیه وسلَّم فهو من یهدی هدایة الدّلالة: ﴿فَذَکِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَکِّرٌ (21) لَّسْتَ عَلَیْهِم بِمُصَیْطِرٍ (22) إِلَّا مَن تَوَلَّىٰ وَکَفَرَ (23) فَیُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَکْبَرَ (24) إِنَّ إِلَیْنَا إِیَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَیْنَا حِسَابَهُم (26)﴾ [الغاشیة]، أی أنّنا لا نحمل السّوط على النّاس لنجبرهم على دخول الدّین، ولا نحمل السّیوف لنخیف النّاس من عذاب القبر ومن عذاب النّار، وإنّما بالهدایة والدّلالة الّتی أشار إلیها القرآن الکریم، فقوله سبحانه وتعالى: ﴿هُدًى لِّلْمُتَّقِینَ﴾ یعنی هدایة المعونة.
فمن هم المتّقون؟ وقد ذُکرت کلمة التّقوى فی القرآن الکریم کثیراً، وهی أن تجعل بینک وبین الشّیء حاجزاً، کما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِی أُعِدَّتْ لِلْکَافِرِینَ﴾ ]آل عمران[، ویقول سبحانه وتعالى: ﴿اتَّقُوا اللَّهَ﴾]البقرة: من الآیة 278[، والفرق بین الآیتین هو أنَّ تقوى النّار أن تجعل بینک وبینها وقایة، وذلک بأن تلتزم بأوامر الله سبحانه وتعالى، وأمّا تقوى الله فأن تجعل بینک وبین صفات الجبروت لله مثل: المنتقم، الجبّار، القهّار.. أن تجعل بینک وبینها حاجزاً بالمغفرة والرّحمة والتّوبة.
وقد سئل الإمام علیّ -کرّم الله وجهه- عن التّقوى، فقال: (التّقوى هی الخوف من الجلیل، والعمل بالتّنزیل، والرّضا بالقلیل، والاستعداد لیوم الرّحیل)، أی: للدّار الآخرة، وقد استند فی تعریفه إلى القرآن الکریم.



«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست