تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: التفسیر الجامع - المجلد ۱    المؤلف: الشیخ الدکتور محمد عبد الستار سید    الجزء: ۱    الصفحة: ۹۵   

والأنبیاء لا تعلم الغیب، إلّا إذا أراد الله سبحانه وتعالى أن یطلع ملکاً أو نبیّاً على غیب کما أطلع النّبیّ علیه الصّلاة والسّلام على کثیر من الأمور ﴿عَالِمُ الْغَیْبِ فَلَا یُظْهِرُ عَلَىٰ غَیْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ﴾ [الجنّ: الآیة 26، ومن الآیة 27]، فالإیمان بالغیب هو قمّة الإیمان، وأوّل صفة للمتّقین هی الإیمان بالغیب.
﴿وَیُقِیمُونَ الصَّلَاةَ﴾: والصّلاة تتعلّق بالإیمان بالغیب، والإیمان بالغیب یعنی الإیمان بالله والملائکة والرّسل، ونحن لم نشاهد رسول الله صلَّى الله علیه وسلَّم وحتّى من شاهده فی زمن التّنزیل لم یعلم أنّه مرسل إلّا من خلال إیمانه بالغیب؛ لأنّه لا یرى جبریل علیه السَّلام وهو یتنزّل علیه.
وفی الصّلاة استدامة الولاء لله سبحانه وتعالى، وهی أهمّ أرکان الإیمان بالله.
﴿وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ یُنفِقُونَ﴾: والإنفاق من صفات المتّقین، والرّزق هو کلّ ما ینتفع به، وکأنّ الله سبحانه وتعالى یرید منّا أن نفهم: بأن ما یتعلّق بالإیمان بالغیب هو صلاح العقیدة، وإقامة الصّلاة فیها صلاح الفرد؛ لأنّها صلة مع الله فهی تنهى عن الفحشاء والمنکر، أمّا الإنفاق من الرّزق ففیه صلاح المجتمع.
﴿الَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بِالْغَیْبِ وَیُقِیمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ یُنفِقُونَ﴾فالإیمان بالغیب یشمل کلّ عناصر الإیمان، والصّلاة تشمل کلّ أرکان الإسلام؛ لأنّ فی الصّلاة توحیداً لله سبحانه وتعالى وشهادةً لسیّدنا محمّد صلَّى الله علیه وسلَّم بالرّسالة والنّبوّة، وفیها صوم بامتناعنا عن الطّعام والشّراب خلال الصّلاة، وفیها حجّ؛ لأنّنا نتوجّه إلى الکعبة فی صلاتنا، وفیها زکاة؛ لأنّنا نقتطع جزءاً من وقتنا لأداء الصّلاة،



«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست