تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: شرح نهج البلاغة - المجلد ۱    المؤلف: ابن ابی الحدید    الجزء: ۱    الصفحة: ۱٠۲   

: ثُمَّ أَسْکَنَ آدَمَ دَاراً أَرْغَدَ فِیهَا عِیشَتَهُ عَیْشَهُ وَ آمَنَ فِیهَا مَحَلَّتَهُ وَ حَذَّرَهُ إِبْلِیسَ وَ عَدَاوَتَهُ فَاغْتَرَّهُ عَدُوُّهُ نَفَاسَةً عَلَیْهِ بِدَارِ اَلْمُقَامِ وَ مُرَافَقَةِ اَلْأَبْرَارِ فَبَاعَ اَلْیَقِینَ بِشَکِّهِ وَ اَلْعَزِیمَةَ بِوَهْنِهِ وَ اِسْتَبْدَلَ بِالْجَذَلِ وَجَلاً وَ بِالاِعْتِزَازِ بِالاِغْتِرَارِ نَدَماً ثُمَّ بَسَطَ اَللَّهُ سُبْحَانَهُ لَهُ فِی تَوْبَتِهِ وَ لَقَّاهُ کَلِمَةَ رَحْمَتِهِ وَ وَعَدَهُ اَلْمَرَدَّ إِلَى جَنَّتِهِ فَأَهْبَطَهُ إِلَى دَارِ اَلْبَلِیَّةِ وَ تَنَاسُلِ اَلذُّرِّیَّةِ. أما الألفاظ فظاهرة و المعانی أظهر و فیها ما یسأل عنه (1) - .

فمنها أن یقال الفاء فی قوله ع‌ فأهبطه تقتضی أن تکون التوبة على آدم قبل هبوطه من الجنة .

و الجواب أن ذلک أحد قولی المفسرین و یعضده قوله تعالى‌ وَ عَصى‌ََ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى‌ََ `ثُمَّ اِجْتَبََاهُ رَبُّهُ فَتََابَ عَلَیْهِ وَ هَدى‌ََ `قََالَ اِهْبِطََا مِنْهََا [1] فجعل الهبوط بعد قبول التوبة .

و منها أن یقال إذا کان تعالى قد طرد إبلیس من‌ [2] الجنة لما أبى السجود فکیف توصل إلى آدم و هو فی الجنة حتى استنزله عنها بتحسین أکل الشجرة له .

الجواب أنه یجوز أن یکون إنما منع من دخول الجنة على وجه التقریب و الإکرام


[1] سورة طه 121-123.

[2] کذا فی ج، و فی ا، ب: «عن الجنة» .


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست