|
اسم الکتاب: شرح نهج البلاغة - المجلد ۱
المؤلف: ابن ابی الحدید
الجزء: ۱
الصفحة: ۱۲٣
: وَ فَرَضَ عَلَیْکُمْ حَجَّ بَیْتِهِ اَلْحَرَامِ اَلَّذِی جَعَلَهُ قِبْلَةً لِلْأَنَامِ یَرِدُونَهُ وُرُودَ اَلْأَنْعَامِ وَ یَوْلَهُونَ یَأْلَهُونَ إِلَیْهِ وَلَهَ وُلُوهَ اَلْحَمَامِ وَ جَعَلَهُ سُبْحَانَهُ عَلاَمَةً لِتَوَاضُعِهِمْ لِعَظَمَتِهِ وَ إِذْعَانِهِمْ لِعِزَّتِهِ وَ اِخْتَارَ مِنْ خَلْقِهِ سُمَّاعاً أَجَابُوا إِلَیْهِ دَعْوَتَهُ وَ صَدَّقُوا کَلِمَتَهُ وَ وَقَفُوا مَوَاقِفَ أَنْبِیَائِهِ وَ تَشَبَّهُوا بِمَلاَئِکَتِهِ اَلْمُطِیفِینَ بِعَرْشِهِ یُحْرِزُونَ اَلْأَرْبَاحَ فِی مَتْجَرِ عِبَادَتِهِ وَ یَتَبَادَرُونَ عِنْدَهُ مَوْعِدَ مَغْفِرَتِهِ جَعَلَهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى لِلْإِسْلاَمِ عَلَماً وَ لِلْعَائِذِینَ حَرَماً وَ فَرَضَ حَقَّهُ وَ أَوْجَبَ حَجَّهُ [1] وَ کَتَبَ عَلَیْهِ عَلَیْکُمْ وِفَادَتَهُ فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَ لِلََّهِ عَلَى اَلنََّاسِ حِجُّ اَلْبَیْتِ مَنِ اِسْتَطََاعَ إِلَیْهِ سَبِیلاً وَ مَنْ کَفَرَ فَإِنَّ اَللََّهَ غَنِیٌّ عَنِ اَلْعََالَمِینَ (1) - [2] . الوله شدة الوجد حتى یکاد العقل یذهب وله الرجل یوله ولها و من روى یألهون إلیه ولوه الحمام فسره بشیء آخر و هو یعکفون علیه عکوف الحمام و أصل أله عبد و منه الإله أی المعبود و لما کان العکوف على الشیء کالعبادة له لملازمته و الانقطاع إلیه قیل أله فلان إلى کذا أی عکف علیه کأنه یعبده و لا یجوز أن یقال یألهون إلیه فی هذا الموضع بمعنى یولهون و أن أصل الهمزة الواو کما فسره الراوندی لأن فعولا لا یجوز أن یکون مصدرا من فعلت بالکسر و لو کان یألهون هو یولهون کان أصله أله بالکسر فلم یجز أن یقول ولوه الحمام و أما على ما فسرناه نحن فلا یمتنع أن یکون الولوه مصدرا لأن أله مفتوح فصار کقولک دخل دخولا و باقی الفصل غنی عن التفسیر
[1] مخطوطة النهج: «فرض حجه، و أوجب حقه» . [2] سورة آل عمران 97. |
|