تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست
«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
اسم الکتاب: شرح نهج البلاغة - المجلد ۱    المؤلف: ابن ابی الحدید    الجزء: ۱    الصفحة: ۱۵٦   

و ولی ابنه الخلافة و هو حی منقطع فی بیته مکفوف عاجز عن الحرکة فسمع ضوضاء الناس فقال ما الخبر فقالوا ولی ابنک الخلافة فقال رضیت بنو عبد مناف بذلک قالوا نعم قال اللهم لا مانع لما أعطیت و لا معطی لما منعت .

و لم یل الخلافة من أبوه حی إلا أبو بکر و أبو بکر عبد الکریم‌ [1] الطائع لله ولی الأمر و أبوه المطیع حی خلع نفسه من الخلافة و عهد بها إلى ابنه و کان المنصور یسمی عبد الله بن الحسن بن الحسن [2] أبا قحافة تهکما به لأن ابنه‌ [3] محمدا ادعى الخلافة و أبوه حی .

و مات أبو بکر و أبو قحافة حی فسمع الأصوات فسأل فقیل مات ابنک فقال رزء جلیل و توفی أبو قحافة فی أیام عمر فی سنة أربع عشرة للهجرة و عمره سبع و تسعون سنة و هی السنة التی توفی فیها نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم [4] . إن قیل بینوا لنا ما عندکم فی هذا الکلام أ لیس صریحه دالا على تظلیم القوم و نسبتهم إلى اغتصاب الأمر فما قولکم فی ذلک إن حکمتم علیهم بذلک فقد طعنتم فیهم و إن لم تحکموا علیهم بذلک فقد طعنتم فی المتظلم المتکلم علیهم .

قیل أما الإمامیة من الشیعة فتجری هذه الألفاظ على ظواهرها و تذهب إلى أن 14النبی ص نص على 1أمیر المؤمنین ع و أنه غصب حقه .


[1] أصیب المطیع للّه بالفالج، و لما قوى علیه و ثقل لسانه، خلع نفسه. و بویع لولده الطائع؛ و کان ذلک فی سنة 364. الفخرى ص 253.

[2] کان عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن علیّ بن أبی طالب، شیخ بنى هاشم فی وقته، و المقدم فیهم. و انظر أخباره فی مقاتل الطالبیین ص 179-185.

[3] کان علماء آل أبی طالب یرون فی محمّد بن عبد اللّه بن الحسن أنّه النفس الزکیة؛ و کان أفضل أهل بیته فی علمه بکتاب اللّه و حفظه له، مع فقهه فی الدین و شجاعته وجوده و بأسه و کل أمر یجمل بمثله.

و انظر ترجمته و أخباره فی مقاتل الطالبیین ص 232-299.

[4] هو ابن عم رسول اللّه صلّى اللّه علیه و سلم؛ له صحبة؛ ، و کان أسن من أسلم من بنى هاشم؛ حتى من عمیه حمزة و العباس. الإصابة 6: 258.


«« الصفحة الأولی    « الصفحة السابقة    الجزء:    الصفحة التالیة »    الصفحة الأخیرة»»
 تحمیل PDF هویة الکتاب الفهرست