|
اسم الکتاب: شرح نهج البلاغة - المجلد ۱
المؤلف: ابن ابی الحدید
الجزء: ۱
الصفحة: ۲٤۲
و صممت فغض حینئذ بصرک و احمل و کن کالعشواء التی تخبط ما أمامها و لا تبالی . و قوله عض على ناجذک قالوا إن العاض على نواجذه ینبو السیف عن دماغه لأن عظام الرأس تشتد و تصلب و قد جاء فی کلامه ع هذا مشروحا فی موضع آخر و هو قوله و عضوا على النواجذ فإنه أنبى للصوارم عن الهام و یحتمل أن یرید به شدة الحنق قالوا فلان یحرق علی الأرم یریدون شدة الغیظ و الحرق صریف الأسنان و صوتها و الأرم الأضراس (1) - . و قوله أعر الله جمجمتک معناه ابذلها فی طاعة الله و یمکن أن یقال إن ذلک إشعار له أنه لا یقتل فی تلک الحرب لأن العاریة مردودة و لو قال له بع الله جمجمتک لکان ذلک إشعارا له بالشهادة فیها . و أخذ یزید بن المهلب هذه اللفظة فخطب أصحابه بواسط فقال إنی قد أسمع قول الرعاع جاء مسلمة و جاء العباس [1] و جاء أهل الشام و من أهل الشام و الله ما هم إلا تسعة أسیاف سبعة منها معی و اثنان علی و أما مسلمة فجرادة صفراء و أما العباس فنسطوس [2] ابن نسطوس أتاکم فی برابرة و صقالبة و جرامقة و جراجمة [3] و أقباط و أنباط و أخلاط إنما أقبل إلیکم الفلاحون و أوباش کأشلاء اللحم و الله ما لقوا قط کحدیدکم و عدیدکم أعیرونی سواعدکم ساعة تصفقون بها خراطیمهم فإنما هی غدوة أو روحة حتى یحکم الله بیننا و بین القوم الظالمین . من صفات الشجاع قولهم فلان مغامر و فلان غشمشم أی لا یبصر ما بین یدیه فی الحرب و ذلک لشدة تقحمه و رکوبه المهلکة و قلة نظره فی العاقبة و هذا هو معنى قوله ع لمحمد غض بصرک
[1] هما مسلمة بن عبد الملک و العباس بن الولید بن عبد الملک، جهزهما یزید بن عبد الملک لقتال یزید ابن المهلب. انظر ابن خلّکان، ترجمة یزید بن المهلب. [2] إشارة إلى أن أمه کانت أمة رومیة نصرانیة. [3] الجرامقة: قوم من العجم صاروا بالموصل فی أوائل الإسلام. و الجرامقة: قوم من العجم بالجزیرة، أو نبط الشام . غ |
|