|
اسم الکتاب: شرح نهج البلاغة - المجلد ۱
المؤلف: ابن ابی الحدید
الجزء: ۱
الصفحة: ۲٦۸
فأما قوله أرضکم قریبة من الماء بعیدة من السماء فقد قدمنا [1] معنى قوله قریبة من الماء و ذکرنا غرقها من بحر فارس دفعتین و مراده ع بقوله قریبة من الماء أی قریبة من الغرق بالماء و أما بعیدة من السماء فإن أرباب علمالهیئةو صناعةالتنجیمیذکرون أن أبعد موضع فی الأرض عن السماء الأبلة [2] و ذلک موافق لقوله ع . و معنى البعد عن السماء هاهنا هو بعد تلک الأرض المخصوصة عن دائرة معدل النهار و البقاع و البلاد تختلف فی ذلک و قد دلت الأرصاد و الآلات النجومیة على أن أبعد موضع فی المعمورة عن دائرة معدل النهار هو الأبلة و الأبلة هی قصبة البصرة . و هذا الموضع من خصائص 1أمیر المؤمنین ع لأنه أخبر عن أمر لا تعرفه العرب و لا تهتدى إلیه و هو مخصوص بالمدققین من الحکماء و هذا من أسراره و غرائبه البدیعة
[1] ص 253 من هذا الجزء. [2] الأبلة بضم أوله و ثانیه و تشدید اللام و فتحها: بلدة على شاطئ دجلة البصرة العظمى، فی زاویة الخلیج الذی یدخل إلى مدینة البصرة؛ و هی أقدم من البصرة. مراصد الاطلاع 1: 18. |
|