|
اسم الکتاب: شرح نهج البلاغة - المجلد ۱
المؤلف: ابن ابی الحدید
الجزء: ۱
الصفحة: ۲۷۸
و قوله الیمین و الشمال مثال لأن السالک الطریق المنهج اللاحب ناج و العادل عنها یمینا و شمالا معرض للخطر . و نحو هذا الکلام ما روی عن عمر أنه لما صدر عن منى فی السنة التی قتل فیها کوم کومة من البطحاء [1] فقام علیها فخطب الناس فقال أیها الناس قد سنت لکم السنن و فرضت لکم الفرائض و ترکتم على الواضحة إلا أن تمیلوا بالناس یمینا و شمالا ثم قرأ أَ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَیْنَیْنِ `وَ لِسََاناً وَ شَفَتَیْنِ `وَ هَدَیْنََاهُ اَلنَّجْدَیْنِ [2] ثم قال ألا إنهما نجدا الخیر و الشر فما جعل نجد الشر أحب إلیکم من نجد الخیر من کلام للحجاج و زیاد نسجا فیه على منوال کلام 1علی و قوله إن الله داوى هذه الأمة بدواءین کلام شریف و على منواله نسج الحجاج و زیاد کلامهما المذکور فیه السوط و السیف فمن ذلک قول الحجاج [3] من أعیاه داؤه فعلی دواؤه و من استبطأ أجله فعلی أن أعجله و من استثقل رأسه وضعت عنه ثقله و من استطال ماضی عمره قصرت علیه باقیه إن للشیطان طیفا و إن للسلطان سیفا فمن سقمت سریرته صحت عقوبته و من وضعه ذنبه رفعه صلبه و من لم تسعه العافیة لم تضق عنه الهلکة و من سبقته بادرة فمه سبق بدنه سفک دمه إنی لأنذر ثم لا أنظر و أحذر ثم لا أعذر و أتوعد ثم لا أغفر إنما أفسدکم [4] ترقیق ولاتکم و من استرخى لببه [5] ساء أدبه إن الحزم و العزم سلبانی
[1] البطحاء: التراب السهل ممّا جرته السیول. [2] سورة البلد 8-10. [3] نهایة الأرب 7: 224، صبح الأعشى 1: 220، سرح العیون 184. [4] فی صبح الأعشى: «ترنیق» ، و الترنیق: الضعف فی الأمر. [5] اللبب: ما یشد فی صدر الدابّة لیمنع استئخار الرحل؛ یرید أن الهوادة و اللین لمما یفسد الرعیة. |
|